الخواتم تغزو الموضة وكلما كبر حجمها غنَت وأغنت


يعتبر الخاتم من القطع التي تعتز بها المرأة ولا تستغني عنها، بغض النظر عن إمكاناتها أو مكانتها. قد يتفاوت الحجم الذي تختاره، كما قد يتفاوت حجم وصفاء الحجر الذي يرصعه، إلا أن المهم بالنسبة لها هو انه ضروري لتزيين يدها.

الملاحظ في هذه القطعة أنها، ومنذ بضع سنوات بدأت تكبر حجما وأهمية، وبالتالي فإن الحجم الكبير في موسمي الربيع والصيف الحاليين هو الرائج، حيث يبرز جليا الجانب الاحتفالي للموضة من خلال الألوان الزاهية، التي تتماشى مع خطوط الموضة المستوحاة من حقبة الستينات.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن المسؤول عن هذه الأحجام الكبيرة ليست بيوت الأزياء، التي توجهت لصناعة المجوهرات في العقود الأخيرة، بل أيضا بيوت المجوهرات العريقة، التي أصبحت لا تتجاهل جانب الموضة ومتطلباتها.

فقد صاغت دار «شوميه» مثلا خواتم رصّعتها بالأحجار الكريمة المتعددة الألوان والأشكال الهندسية الرائعة ضمن مجموعة «غران فريسون»، كما تجلت ذروة التألق والإبداع في تصاميم ديور من خلال مجموعة «ميللي كارنيفورا»، التي وقّعتها المصممة فيكتوار دو كاستيلان.

ولا يمكن أن ننسى أو نتجاهل دار شانيل، التي تبنّت الحجم الكبير بصياغتها خاتما من الذهب والماس على شكل زهرة كاميليا في مجموعة حملت اسم «فيل دو كاميليا».

واللافت خلال هذا الموسم تحوّل الخاتم من مكانه المعهود أي في البنصر إلى السبابة، ربما بسبب قدرة هذا الإصبع على تحمل وزن التصاميم الضخمة أو لمجرد الرغبة في التميّز بأسلوب خاص يجذب الأنظار، خصوصا أن حجمه الكبير يغني عن أية قطعة مجوهرات أخرى.

فمكان وضعه يجب أن يكون استراتيجيا لافتا وفي الوقت ذاته مريحا. ومع ذلك فإن اختيار الإصبع الذي يستقر فيه الخاتم له دلالات معينة، حسب خبراء علم النفس، حيث يذهب البعض منهم إلى تحليل الشخصية من خلال مكانه.

من تضع الخاتم في الإبهام، مثلا، تتمتع بقوة الإرادة والعزيمة فضلا عن المثابرة، وبما أن الإبهام يبدو منفصلا عن بقية الأصابع، فإن التركيز على إبرازه يعني الميل إلى تبنيّ الأفكار الريادية والعيش بحرية دون قيود.

أما التي تفضّل وضع خاتمها في السبابة فهي امرأة متسلطة تهوى إصدار الأوامر، في حين قد يفسر البعض ذلك بكونها طموحة تحب الريادة والسيطرة تماما كأصحاب القرار الذين ارتبطت بهم عادة وضع الخاتم في السبابة لاعتقادهم بأنه يعكس الوقار والقوة.

أما التي تفضّل وضع خاتمها في الوسطى، كونه يتميز بالطول مقارنة بباقي الأصابع، فهي تشير من حيث لا تدري إلى تعلقها بالماديات وحب الظهور ولفت الأنظار.

أما التركيز على البنصر فله رمزية عاطفية خاصة، كونه يمثّل المشاعر وأحوال القلب كما روح الإبداع.

وفي حال اختارت الفتاة خاتمها بنفسها بعيدا عن التقاليد المتعارف عليها، كأن يقدمه لها طالب يدها للزواج كرمز للارتباط والتعاهد على الإخلاص والوفاء، فهذا يشير إلى أنها تقدر قيمة قدراتها الذاتية، خصوصا الناحية الإبداعية.

أما من تضع خاتمها في الخنصر فهذا يدل على مرونتها في التعامل مع الغير، كما يشير إلى شخصية تتفاعل بسهولة مع محيطها، خصوصا في مجال العمل، إلى جانب تميزها بالثقة بالنفس، بعكس التي تضع الخواتم في كافة أصابع يدها، فهي تهدف إلى التخفّي خلف جدار يمنعها من التواصل مع الآخرين، وتكون الخواتم مصدر إلهاء يحوّل الأنظار عن شخصيتها المرتبكة وفقدانها للإحساس بالأمان والثقة بالنفس.

ولكي تكتمل الإطلالة الصيفيّة الأنيقة، يجب الأخذ بالحسبان أن الخاتم الكبير لافت ورائع ويغني عن أي قطع أخرى، مثل العقود الطويلة أو الأساور العريضة وغيرها من الإكسسوارات الدارجة هذا الموسم.

لكن كما أن اختيار النظارات الشمسية والطبية، مثلا، يخضع لشكل الوجه، كذلك الخواتم تخضع لحجم اليد وأسلوب المرأة التي تلبسه:

1-الخواتم الكبيرة، عموما، تناسب ذوات اليدين الكبيرتين؛ لأنها تشكل خدعة بصرية تجعل الأنامل تبدو أكثر نعومة ورشاقة مما هي عليه.

2- التصاميم الكبيرة ذات القواعد العريضة تلائم الأصابع الطويلة؛ لأنها تخفف من الطول الزائد.

3- أما التي تتمتع بيدين عريضتين، فيفضّل أن تتجنّب التزين بخواتم عديدة؛ لأنها تزيد من عرض اليدين، ويفضل في حالتها استعمال خاتم واحد في البنصر مع اعتماد الشكل الإجاصي؛ لإضفاء النحافة على اليدّ.

4- بالنسبة لامرأة ذات أنامل قصيرة، فيستحسن استعمالها الخواتم الكبيرة بتصميم متعدد الزوايا أو اختيار شكل مثلّث أو إجاصيّ، شرط اتجاه زاوية التصميم نحو الأظافر لمنح الأنامل الطول.

5- الأحجار الكبيرة والملونة هي الأكثر رواجا لهذا الموسم، لكن من الضروري تنسيقها مع لون البشرة، ذلك أن تدرجات البنيّ والأصفر تناسب البشرات الدافئة، بينما تلائم تدرجات الألوان الباردة من الزهري الفاتح إلى الفضيّ والأبيض ذوات البشرة الفاتحة.

6- يستحسن تجنب الخواتم التي تحمل نقوشا وشعارات معينة أثناء مزاولة العمل وتركها للأوقات الخاصة. كذلك تجنّب وضع خاتم كبير يلفت الأنظار خلال إجراء مقابلة للحصول على وظيفة، حتى لا تتحول الجلسة إلى الحديث عن توجهات الموضة.

7- أخيرا وليس آخرا، ينصح بالاهتمام بصحة وجمال اليدين وتشذيب الأظافر؛ لأن الخاتم الكبير كفيل بتسليط الضوء على أي عيوب.

شاركنا